يومها احتلّ صدري بئرٌ عميق لم أعهده من قبل، كان سخياً بدمع الكلمات، على خلاف حالي التي أصابها القحط منذ هجرتها قصائد الشمس..
يجرّني للبقاء وأنا أحزم أمتعتي في دروب الرحيل..
تبقيني إحدى خطواتي داخلاً عندما تكون الأخرى على عتبة باب الغياب..
فأتعثّر بنفسي، أضع إصبعي في فمي، أرغمها على التقيؤ، على نزيف العبارات دفعة واحدة..
لتجبرني بصمتها على نهش حنجرتي، على سيل جراحاتي..
فأتسلّق الهجران آنفاً دون عناوين، وأطرق أبواب الصيدليات الغريبة، ألتقط زجاجة دواء، أشربها على عجل، لأطرح أخيراً بئري التي احتويتها فخذلتني..
خانتني ليلة رجوتها أن نترك بين رفات الأرض تذكار..
خالص ما في قلبي لها، ولكم كان كل شيءٍ عصياً حتى جُرفنا إلى ما لم نطمح له يوماً..
نوجين قدّو