منذ بداية الأزمة السورية أي في العام2011م، بدأ مسلسل الهجرة والتهجير من روج آفاي كردستان أسوة بالكثير من المناطق السورية التي تعرضت للهجمات من قبل المجموعات الإرهابية المتطرفة والنظام السوري على حدّ سواء، والتي انتجت حالة من عدم الاستقرار والأمان وانتشار الفوضى والإرهاب في كلّ مكان، وافتقاد المقومات الأساسية لاستمرارية الحياة، وعلى إثر ذلك ونتيجة لهذه الأوضاع الحياتية المزرية لجأت مئات الآلاف من كرد روج آفاي كردستان إلى دول العالم وخاصة أوربا والبلدان المجاورة وبالأخصّ إقليم كردستان، فقد انتشروا في أغلب محافظات الإقليم في مراكز المدن الكبرى وفي ضواحيها في المخيمات المخصّصة للاجئين فقد بلغ عددهم في بدایة الأزمة قرابة نصف ملیون لاجئ أمّا الیوم فیبلغ تعدادهم قرابة 250 ألفاً بعد هجرة الكثیرین باتجاه أوربا وخاصّة ألمانیا، لذا فقد أقام أغلبهم في العاصمة هولير المركز السياسي والاقتصادي في الإقليم نظراً لتوفر فرص العمل والوظائف والمنظمات الإنسانية، باحثين عن حياة آمنة ومستقرة، وجلّهم من الفارّين من المناطق الساخنة نتيجة الحرب الدائرة في سورية والتي دخلت عامها الحادي عشر تقريباً، ونتيجة لكثرة أعداد هؤلاء اللاجئين في العاصمة هولير تمّ افتتاح مجموعة من المدارس باسم مدارس اللاجئين السوريين في إقليم كردستان وذلك بدعم ومساعدة من المنظمات الدولية الإنسانية وبإشراف من مديرية التربية في هولير أسوة بكل مناطق سكناهم في مناطق الإقليم، وقد كانت في البداية بدعم ورعاية من اليونسيف وغيرها، بالتعاون مع مديرية التربية في هولير، ومن ابرز هذه المدارس في مركز مدينة هولير: ( كوباني- كري سبي- عفرين- ديروك- روندك- بيشمركة- روبار- زيلان- اسماعیل بیشكچي...الخ) ما یقارب ۲٥ مدرسة في المحافظة هولیر فقط للابتدائیة والمتوسطة والإعدادیة. حیث یبلغ عدد هذه المدارس (57) موزّعة علی محافظات الإقلیم الثلاثة هولیر ودهوك والسلیمانیة. ویدرّس في هذه المدارس قرابة (1200) معلم ومعلمة مع بعض الكادر من أهالي الإقلیم. وقد تلقّى الطلاب تعليمهم في هذه المدارس في السنوات الماضية، وكان الكادر التدريسي في البداية أغلبه من ابناء روج آفاي كردستان وقد تمّ في الفترة الأخيرة تعيين عدد من أبناء الإقليم في هذه المدارس كمعلمين وإداريين، أما بالنسبة للراتب فقد كانت المنظمات الدولیة تمنح راتبا شهريا قدره (250)دولاراً للموظّف الواحد حتّی نهایة العام الدراسي ۲۰۱٨، هو مبلغ رمزي إذا ما قارنناه بالوضع المعيشي في الإقليم ومع ذلك تابع المعلمون في هذا المدارس مهمتهم لاعتبارات إنسانیة وكواجب علیهم تدریس أبناءهم وأهلهم.
أمّا في بداية العام العام 2018- 2019 فقد تمّ اعتماد المنهاج الكردي في تدريس الصفين الأول والثاني في هذه المدارس، واستثنيت من ذلك مدرسة كوباني التي قرّرت أن تطبق المنهاج الانكليزي على الصفين الاول والثاني
النظام التعليمي في هذه المدارس
كما هو معروف أنّ نظام التعليم في إقليم كردستان يعتمد على عدة مناهج تعليمية وأنظمة تربوية تجمع بين المحلية والعالمية، فهناك المنهاج الكردي، والمنهاج العربي"الخاص بإقليم كردستان"، إضافة إلى المنهاج العربي التابع للحكومة المركزية في بغداد، ومدارس أهلية انكليزية تعتمد على أنظمة التعليم العالمية كالبريطانية والأمريكية، ومدارس أخرى بلغات الأقليات القومية والدينية.
فمنذ البداية تم اعتماد المنهاج العربي التابع لإقليم كردستان للاجئي روج آفايه كردستان ولكافة المراحل الدراسية وحتى الوقت الحاضر، إلا أنه في العام الماضي 2017- 2018م تم اعتماد المنهاج الكردي التابع للإقليم وتطبيقه على الصّف الأول في هذه المدارس فقط مع وجود مادة للغة الانكليزية.
أمّا في بداية العام العام 2018- 2019 فقد تمّ اعتماد المنهاج الكردي في تدريس الصفين الأول والثاني في هذه المدارس، واستثنيت من ذلك مدرسة كوباني التي قرّرت أن تطبق المنهاج الانكليزي على الصفين الاول والثاني بدلاً من المنهاج الكردي، وفي بدایة العام الدراسي 2019-2020 وفي ظلّ مطالبة الأهالي تمّت إعادة المنهج العربي إلی هذه المدارس والذي اعتمد ولازال، لذا ومن خلال ما سبق لا بد من الإشارة إلى جملة من الملاحظات:
وجدير بالذكر أن مدارس الإقليم نسبة لا بأس بها تدرّس المنهاج الانكليزي أقصد الحكومية وقد بدأت بهذه الخطوة مؤخّراً، أمّا الغالبية فتدرس المنهاج الكردي، علاوة إلى المدارس الأهلية ذات الأنظمة التعليمية المختلفة المنتشرة في كل أنحاء الإقليم. وبالعودة إلی مدارس اللاجئین يمكننا القول إنّ التعلیم في هذه المدارس یعاني من عدم وجود خطّة واضحة أيّ هناك ارتجالیة في إصدار القرارات وهذا یؤثر وسيؤثر علی مستقبل الطلاب وتحصیلهم الدراسي في المستقبل.
موضوع الرّاتب
المشاکل التي تعاني منها مدارس لاجئي رۆج ئاڤاي کوردستان في إقلیم كوردستان
وزارة التربیة في إقلیم أهملت هذه المدارس
الأمم المتحدة ومسؤلياتها الإنسانية
في بداية العام الدراسي 2019 أعلنت أي آر سي IRC عن إنهاء عقدها في دعم مدارس اللاجئین، وتركَ الأمر لمديرية التربية في الإقلیم التصرُّف بهذه المدارس لوضعها ضمن نطاق ملاكها، لكن وزارة التربیة في إقلیم أهملت هذه المدارس وتمّ التعامل مع هذه المدارس خارج وزارة التربیة ومن خلال الشخصیات التي كانت توصل معاناة الكادر والطلاب في هذه المدارس إلی الجهات المعنیة في الإقلیم إلّا أنّ الاستجابة كانت ضعیفة ولیست في المستوی المطلوب، فقد كان دور الوزارة ومدیریات التربیة شكلیاً في الإشراف علی هذه المدارس، فأثّر ذلك علی سیرالعملیة التربویة والتعلیمیة وتحصیل الطلاب، فكما هو معروف فأنّ التعليم بحاجة إلى بيئة مستقرة وهادئة وهذه البیئة غیر متوفرة ولا سيما في السنتین الأخیرتین.
ينتاب أهالي التلاميذ من طالبي اللجوء في إقليم كردستان شعورا بالقلق وعدم الارتیاح علی مستقبل أولادهم، والذي كان سبباً في لجوء أغلب هذه العائلات والأسر إلى الإقلیم والإقامة فيه ویزداد هذا الخوف والقلق بعد تخلّي المنظمات الإنسانیة عن دعم هذه المدارس، لذلك فعلى الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها الإنسانية وتقوم بواجباتها تجاه الطفولة ومستقبلها والوقوف على هذه القضية ودراستها من كل الجوانب من منظور إنساني بحت. وتقديم الدعم اللازم لهذه المدارس لحماية الطفولة وتأمين مستقبل آمن لها وإنقاذها من براثن الجهل والتخلف وكل ما يؤدي إلى انحرافها، كل هذا كما هو معروف يدخل في إطار توجهاتها الإنسانية واهتماماتها في هذا المجال كمنظمة دولية.
يجب على الأمم المتحدة والمنظمات التي تخص الطفولة والتعليم أن تقوم بمسؤولياتها وواجبها الإنساني في حماية الطفولة ورعايتها وضمان حياة كريمة ومستقبل آمن لها.ومن جهة أخرى على المعنيين بشؤون اللاجئين في إقليم كردستان ان يوضّحوا موقفهم إن لم يعد باستطاعتهم دعم هذه المدارس وتوفير بيئة مستقرة للاجئ ولأولاده، فيجب عليهم العمل على إعادة توطين هؤلاء اللاجئين بالتنسيق مع الأمم المتحدة وذلك إمّا بإعادتهم إلى مناطقهم مع حماية دولية لهم أو فتح باب التوطين أمام الدول الراغبة في استقبالهم ريثما تستقر الأوضاع في البلاد وتضع الحرب أوزارها.