لقد اثبتت التجارب العالمية ان القيادة الجماعية ليست ناجحة في ادارة الدول و المجتمعات و خاصة قيادة الثورات و في اوقات الكوارث و الحروب.
القيادة الافقية الموجودة في روجافا في السلطتين الحزبية والتنفيذية متخم بعدد كبير من الشخصيات بصلاحيات متساوية و هذا ما يجعل اتخاذ اي قرار بطيئاً و صعبًا و متأخرًا.
القيادات الهرمية و المحصورة بمجموعة صغيرة من الاشخاص عادة ما تكون اكثر ديناميكية و تفاعلية.
روجافا و شمال سوريا يمر بحالة حرب و حصار منذ سنوات.
القيادة العسكرية اثبتت نجاحها في كل المعارك بغض النظر عن نتائج هذه المعارك "و التي نحن ليس بصددها الان" و لكن طريق القيادة كانت مركزية و بمركز قرار موحد.
و لكن من الناحية السياسية و الخدمية هناك تخبط واضح و فشل يكاد يكون ذريعاً في بعض الاحيان.
تحتاج الى اعادة هيكلة و توزيع و فصل السلطات و الادارات...
فعلى الصعيد الحزبي هناك دزينة من الاشخاص في قيادة الاتحاد الديمقراطي بدون فصل واضح في الادوار و السلطات.
و في الادارة التنفيذية الوضع ليس بافضل.
اما النواحي الخدمية فيبدو انها مسيبة بيد اناس غير مؤهلين يتخبطون و يزرعون الفوضى و الفساد.
حتى الدول الاسكندينافية المتطرفة بديمقراطيتها تلجأ في وقت الازمات الى تركيز القرار في ايدي المسؤليين المعنيين بدون العودة الى البرلمان و الاحزاب.
الية اتخاذ القرار في روجافا التي تعاني من حرب طويلة و حصار مركب و تعقيدات تعجز عن ادارتها دول عريقة ، تحتاج الى اعادة هيكلة و توزيع و فصل السلطات و الادارات ليتحمل كل مسؤول نتائج قراراته ان كان نجاحًا او فشلًا. و ان يكون الاشخاص الذين في الواجهة ليس مجرد كومبارس يتحركون بتوجيهات اناس اخرين وراء الكواليس.
كما ان القيادات المشتركة بين الجنسين ايضا تحتاج الى دراسة و تقييم بعد هذه السنوات من التجربة، اليس من الافضل ان يكون المسؤول الاول من جنس معين و نائبه من الجنس الاخر ليكون الية اتخاذ القرار اسهل و اسرع.
د. ممدوح اليوسف