تلعبُ المنشآت الخدمیة والاقتصادیة دوراً كبیراً في عملیة التنمیة وتطویر المجتمعات لما تقدّمه من خدمات تحسّن من الظروف الحیاتیة لأبناء المنطقة التي تتواجد فیها وعلی الرّغم من أنّ مدینة الدرباسية من المدن الحدیثة البناء إلّا أنّها استطاعت أن تحتضن عدداً من المنشآت الخدمیة المهمّة لیست علی مستوی المنطقة فحسب بل علی مستوی سوریا ككل وأهمّها صومعة الدرباسیة ومعمل برغل الجزیرة.
صومعةُ الدّرباسيّة
بعدَما ازدادتْ كميّة الإنتاج الزّراعي في منطقة الدّرباسيّة, سيّما وأنّ مدينة الدّرباسيّة تعدُّ الأولى على مستوى سورية في زراعةِ المحاصيل وخاصّة القمح, نظراً لتوفّرِ الأمطارِ والتّربةِ الخِصبة أصبحت الحاجّةُ ماسّةً إلى وجودِ صومعةٍ, فعمليّة التخزين في العراء تعرّض الإنتاج للتّـلفِ بسبب عوامل الطّبيعة, بالإضافةِ إلى التّكاليفِ المادّيّة الباهظة. لذا صدرَ في عام (1974) قرارٌ من الدّولةِ السّوريّة ببناء صومعةٍ في مدينة الدّرباسيّة بسعة عشرين ألف طن لتخزينِ الإنتاج, وتمّ تنفيذُ وتجهيز كافّة الأعمال والاستكمال فيها من قبل شركة (يعقوبيان) الخّاصّة, ووضعت تحتَ الاستثمارِ عام (1977)م, أمّا أعمال التّوسيع الّتي جرت على الصّومعة عام (2000)م تمّت تنفيذها من قِـبل مؤسّسة الإسكان العسكريّ- فرع الحسكة, وتحوّلت سعةُ التّخزين إلى مائة ألف طن بسببِ الحاجةِ وخاصّةً بعدَ زيادةِ الإنتاج نتيجة حفر الآبار الارتوازيّة بكثافة في المنطقة, والصّومعة عبارة عن قسمين:
وجديرٌ بالذكر أنّ الصومعة تابعة لـ (الشركة العامّة للصوامع) والشّركة بدورها تتبعُ وزارة التّموين والتّجارة الدّاخليّة وهي من المنشآت الاقتصاديّة الهامّة في الدّرباسيّة. تقع في الجهة الشمالية من المدينة ملاصقاً ومحاذياً للحدود التركية "باكور كردستان" تماماً.
معمل برغل الجزيرة
يُعتبر أوّل وأقدم معمل للبرغل في روج آفاي كُردستان, تمّ بناؤه عام (1999)م من قِبَل آل حسو في الدّرباسيّة, يقعُ على طريق الحسكة على بُعدِ أقلّ من نصف كيلومتر واحد من مركز مدينة الدّرباسيّة, ويُعدُّ من المعامل القليلة الّتي بُنيت في عهد حكومة البعث الّتي كانت تمنعُ بناء المعامل في المناطق الكورديّة إلّا نادراً, يوفّر فرصة العمل لأكثرمن (60) عاملاً. ویعتبر من أهمّ المنشآت الخدمیّة والاقتصادیة في المنطقة.
يعمل المعمل بنظام الحرّاقات على عكس المعامل الحديثة البخاريّة, تبدأ عمليةُ تحويلِ القمح إلى برغل بغسله ومن ثمّ تحويله للطنجرة المليئة بالمياه السّاخنة, فيبقى فيها لمدّة(80) دقيقة, ومن ثمَّ يتحوّل إلى المجفّف ليبقى مدّة تصل إلى (15) ساعة, ومن ثمّ يتحوّل إلى الجرش فإلى التّعبئة والتخزين. فقد كان المعمل قبل الأزمة السّورية أي قبل 2011 يُصدر إنتاجه إلى المحافظات السّوريّة, دمشق, طرطوس, حلب, وقد بدأ فيه العمل من جديد بعدَ توقُّفٍ دام فترة من الزّمن بسبب ظروف الحرب الدّائرة في سورية, ويُنتج فيه مختلف مشتقات البرغل والسّميد, وتُقدَّر طاقته الإنتاجيّة حالياً بـ (20) طون من البرغل يوميّاً, ويوزّع إنتاجه حاليّاً في المناطق الكوردية في الجزيرة, وكوباني, وكذلك كان توزّع في عفرین قبل الاحتلال.